الحجاب بين الحرية و الفرضية

ليس من مات فاستراح بميت
إنما الميت ميت الأحياء!
جعلت هذا البيت في بداية المقال لا لشئ إلا أني تذكرته للوهلة الأولى عندما سمعت بهذا الذي يتحدث عن الحجاب وكأنه وجبة ساخنة يأكلها له أن يأخذها أو يتركها
قائلا : أن الحجاب عبارة عن حرية
شخصية ليس ......... !!!
مع أني أعرف جيداً أ، الإسلام حدد
السلطة التي تملك التحليل
والتحريم فانتزعها من أيدي
الخلق، أيا كانت درجتهم في دين
الله أو دنيا الناس، وجعلها من
حق الرب تعالى وحده. فلا أحبار
او رهبان، ولا ملوك أو سلاطين، يملكون أن يحرموا شيئا تحريما مؤبدا على عباد الله. ومن فعل ذلك منهم فقد تجاوز حده واعتدى على حق الربوية في التشريع للخلق، ومن رضي بعملهم هذا واتبعه فقد جعلهم شركاء لله واعتبر إتباعه هذا شركا (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) سورة الشورى:21.
وقد نعى القرآن على أهل الكتاب (اليهود والنصارى) الذين وضعوا سلطة التحليل والتحريم في أيدي أحبارهم ورهبانهم، فقال تعالى في سورة التوبة: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم، وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا، لا إله إلا هو، سبحانه عما يشركون)
سورة التوبة:31.
وقد جاء عدي بن حاتم إلى النبي
-وكان قد دان بالنصرانية قبل
الإسلام- فلما سمع من النبي هذه الآية،
قال: يا رسول الله! إنهم لم يعبدوهم.
فقال: (بلى، إنهم حرموا عليهم الحلال،
وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم، فذلك
عبادتهم إياهم.
(وفي رواية أن النبي عليه السلام قال
تفسيرا لهذه الآية: (أما إنهم لم
يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا
إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا
حرموا عليهم شيئا حرموه).
أما بانسبة لقضية الحجاب
فمن المعلوم عند نا معشر المسلمين
أنه فرض مثله مثل الصلاة
والصيام .... الخ
إذ ذلك يعتبر من المعلوم من الدين
بالضرورة ولا أبالغ فما من رجل مسلم إلا ويعلم ذلك .. فضلا عن امرأة أو بنت ..
أما من نراها اليوم لا ترتدي الحجاب فاننا
نعلم جيدا كما تعلم هي أنها فتاة مسلمة عاصية مقصرة في جنب الله لم ترتدي الحجاب لأي
سبب ــ غير كونه فرض ــ وحري بي أن أدعوها الأن لكي ترتديه فلقد مرت القافلة بالامس
تقدمها عائشة وتلتها أسماء وتأدبت
بأدبهن فاطمة فهــــلا تحبي أختــــــاه
أن تكوني معهم غداً في الجنة ؟؟